تعد عملية جمع البيانات لآثار وتداعيات الكوارث مُرتكزَاً رئيسياً في الاستجابة الإنسانية والإجراءات التي تتخذها المنظمات والإدارات الرسمية، خاصة في فترة ما بعد الحالة الإسعافية التي تكون عقب الكارثة مباشرة. في حالة مثل كارثة الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سورية في شباط/ فبراير 2023 فإن الأمر يحتاج لسنوات من الاستجابة الإنسانية بإيواء المنكوبين وتقديم المساعدات لهم، وإعادة توطينهم ثم بناء ما تدمر من الأبنية السكنية والمرافق العامة والبنى التحتية.
تستعرض هذه الدراسة المعلومات الإحصائية عن المخيمات ومراكز الإيواء التي استحدثت بسبب الزلزال في مناطق المعارضة شمال غرب سورية، وأعداد العائلات المنكوبة التي تم إيواؤهم في هذه المخيمات والمراكز، ثم التوزع الجغرافي لها وأهم مشاكلها واحتياجاتها.
تهدف هذه الدراسة إلى تقديم المعلومات للمؤسسات والهيئات التي تعنى بالعمل الإنساني في الداخل السوري، كما أنها تفيد المؤثرين وصناع الرأي العام المناصرين للقضايا الإنسانية والمتفاعلين معها، لذلك انتقلت هذه الدراسة من استعراض المعلومات وتحليلها إلى تقييم الاحتياج وتقديم التوصيات.
لقد انتهت الدراسة إلى أن حجم الكارثة الإنسانية في الشمال السوري أكبر من الجهود الإنسانية التي تم بذلها بعد الكارثة، وأنّ الاستجابة الإنسانية الطارئة على صعيد تأمين مراكز الإيواء وتخديمها بعد شهر ونصف على حدوث الزلزال لم ترتقِ لمستوى حجم المعاناة التي يعيشها المتضررون، مما يتطلب مضاعفة الجهود المبذولة وخاصة من الفاعلين الإقليمين والدوليين لمواجهة آثار هذه الكارثة.
لقراءة المادة بشكل كامل يمكنكم تحميل النسخة الإلكترونية ( اضغط هنا )